عبرت الولايات المتحدة وفرنسا عن قلقهما من التأخير في اجلاء جنود لحفظ السلام جرحوا في ابيي بينما دعا مجلس الامن الدولية الى اجتماع عاجل لمناقشة هذه القضية وتصاعد العنف في السودان.
وقال وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان الجمعة انها "تشعر بالقلق" من امكانية ان تكون السلطات السودانية تعمدت تأخير اجلاء جنود لحفظ السلام تابعين للامم المتحدة جرحوا في انفجار لغم.
وقالت كلينتون "نشعر بالقلق من المعلومات التي افادت ان السلطات السودانية اخرت السماح بالقيام باجلاء طبي سريع للجنود الجرحى وهددت باسقاط اي مروحية للامم المتحدة تحاول دخول المنطقة بدون موافقة".
واضافت ان "ثلاثة جنود جرحى توفوا بسبب هذا التأخير غير المجدي".
من جهتها، دعت فرنسا الى تقديم توضيحات حول هذا الحادث الى مجلس الامن الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان "فرنسا قلقة جدا من الظروف التي مات فيها اربعة جنود. يبدو ان جنود حفظ السلام لم يتم اجلاؤهم بسرعة بسبب نقص التعاون من قبل السلطات السودانية".
واضافت "نريد كشف كل التفاصيل حول ظروف المأساة وان تقدم نتائج التحقيق الى مجلس الامن الدولي". ودعا مجلس الامن الدولي الى اجتماع الاثنين حول السودان.
واسفر انفجار لغم ارضي في قرية مابوك في منطقة ابيي المتنازع عليها عن مقتل اربعة جنود اثيوبيين في قوات حفظ السلام وجرح سبعة آخرين ثلاثة منهم اصاباتهم خطيرة.
وقد توفي هؤلاء الثلاثة بعدما تأخرت عملية اجلائهم على متن مروحية حاولت الاقلاع من قاعدة كادقلي (200 كلم شمال شرق ابيي).
وقال ناطق باسم المنظمة الدولية ان الامم المتحدة ابلغت السلطات السودانية انها تريد جلب مروحية للاجلاء الطبي من واو في جنوب السودان. لكن حكومة الخرطوم رفضت ذلك لان واو موجودة في بلد اجنبي.
وامرت ادارة عمليات حفظ السلام بعد ذلك بارسال مروحية من كادوقلي التي تبعد حوالى مئتي كلم شمال غرب ابيي لنقل الجنود.
لكن الان لوروي المسؤول عن عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة اكد للصحافيين بعد ذلك ان المروحية الطبية التي ارسلت لاجلاء الجرحى من كادقلي الى ابيي اضطرت الى الانتظار ثلاث ساعات قبل ان تسمح لها القوات السودانية بالاقلاع.
وقال "منعونا من الاقلاع مهددين باطلاق النار على المروحيات" ان هي حاولت الاقلاع بدون ترخيص.
وصرح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ان بان كي مون احتج على ذلك الخميس.
وقد قال للسفير السوداني في الامم المتحدة "بوضوح تام ان العملية كانت لانقاذ ارواح وان اي تأخير مهما كان نوعه هو غير مقبول"، حسب نيسيركي.
ونفت السلطات السودانية ان تكون قواتها اخرت عمدا اجلاء جرحى من جنود حفظ السلام في منطقة ابيي (جنوب)، مؤكدة ان قرار السماح لمروحيات الاخلاء بالاقلاع صدر "في وقت قصير جدا".
وقال الناطق باسمها العبيد مروح لوكالة فرانس برس "عندما طلبت الامم المتحدة الاذن بالاقلاع من كادقلي الى ابيي حصلت عليه في غضون ثلاث ساعات، وهي اقصر مهلة ممكنة للحصول على ترخيص مماثل".
واضاف ان "كل الادعاءات بان السودان اراد عمدا تأخير اقلاع مروحية الامم المتحدة لانقاذ الجنود في منطقة ابيي هي ادعاءات كاذبة تماما".
ونشر نحو 4200 جندي اثيوبي من القوات الدولية في منطقة ابيي الواقعة على الحدود بين السودان وجنوب السودان، بعد قرار مجلس الامن الدولي الشهر الماضي بالاجماع ارسال قوة السلام هذه املا في تهدئة التوتر بين الشمال والجنوب مع اقتراب استقلال جنوب السودان الذي اعلن في التاسع من تموز/يوليو الماضي.
من جهة اخرى، دعا برلمانيون اميركيون الى نشر قوات لحفظ السلام على حدود جنوب كردفان، محذرين من خطر حدوث "ابادة" قد ترتكبها قوات الخرطوم.
وقال كريس سميث الذي يترأس اللجنة الفرعية لشؤون افريقيا ان هناك مؤشرات تتمتع بالمصداقية عن هجمات منهجية تشنها قوات السودان العربية والمسلمة على اهل النوبة المسيحيين.
ورأى في مقابلة مع شبكة "سي-سبان" ستبث الاحد "لم يظهر سوى اهتمام قليل وليس هناك قوات لحفظ السلام قد تؤمن بعض الحماية. لذلك يتم القضاء عليهم".
واضاف "هناك امكانية حدوث ابادة -- بالتأكيد قتل جماعي -- بسبب اتنيتهم ودينهم".
ودعا الى نشر قوات لحفظ السلام، كما في منطقة ابيي المتنازع عليها حيث سمحت الامم المتحدة بنشر 4200 جندي اثيوبي تمهيدا لاعلان الجنوب استقلاله.
واضاف ان نشر قوات كهذه "فورا يمكن ان يكون فعالا في الحد من الخسائر في الارواح".
وكان سميث دعا الى جلسة استماع طارئة اتهم خلالها اسقف الانغليكان في جنوب كردفان اندودو آدم النيل القوات السودانية باستهداف المدنيين عمدا. وقال ان القوات السودانية تبحث من بيت الى بيت عن مؤيدي المتمردين لتقلهم.
وطلب الاسقف مساعدة الولايات المتحدة لتحديد اماكن مقابر جماعية تحدث عنها بالاقمار الاصطناعية.
وقال سميث ان حملة قصف منعت الناس من الاهتمام بمحاصيلهم مما يعني ان عشرات الآلاف من الاشخاص قد يواجهون الجوع.
واكد انه "يجب اجراء حوار مع الخرطوم حول تخفيف العقوبات (الاميركية) لكن مع انهاء الهجمات ضد جنوب كردفان وكل انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكب".